جرت أحداث معركة بدر منذ نيف وأربعة عشر قرنا، وكانت أول معركة فاصلة بين الحق والباطل , والظلام والنور , والعلم والجهل , والانسانية المتفتحة , والقبلية الضيقة المتعصبة .
كانت معركة بدر ..او غزوة بدر الكبرى يوم الجمعة 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة التى سماها القران يوم الفرقان , اما دعاة الحق من العرب فقد كانوا المهاجرين والانصار , واما قائدهم فكان محمد بن عبد الله , خاتم الرسل صلوات الله عليهم ... واما دعاة الباطل والجهل والظلام والقبلية فكانوا اهل مكة فى ذلك الحين , واما قائدهم فكان ابو جهل فرعون هذه الامة المحمدية ..
كان دعاة الحق ثلاثمائة وثلاثة عشر شخصا , منهم سبعون بعيرا وخمسة افراس على الاكثر , يتناوب الثلاثة او الاربعة منهم ركوب الدابة , بعضهم الحافى وبعضهم المنتعل , منهم الحاسر ومنهم الدارع , لا يحملون من الزاد الا الخشن القليل . واما دعاة الباطل.
فكانوا الفا من الاشخاص تحملهم سبعمائة من الابل ومائة من الافراس , دروعهم سابغة حصينة , وعدتهم كاملة غير منقوصة , غذاؤهم موفور , يذبحون لطعامهم كل يوم تسعة من الابل او عشرا ...
والتقى الجمعان , واختلط الجيشان واشتد وطيس المعركة , وثار النقع فى الفضاء , واختلط الصياح مع صليل السيوف والرماح ثم تعالت الله اكبر , الله اكبر ,شيئا فشيئا حتى هيمنت على سماء المعركة راية الحق الابلج الوضاح , اما صوت الباطل فقد بح وخرس , واما رايته فقد ديست وانتكست وتمزقت .
وانتصر رسول الله واصحابه وخمدت انفاس ابى جهل , واصبح اصحابه بين قتيل مجندل تدنسه دماؤه , وبين فار يجر ذيول الهزيمة والعار وبين اسير بين عباد الله المؤمنين المنتصرين هكذا ارتفعت راية التوحيد وهزمت رسالة الشرك .
ان ذكرى بدر , ليست الا درسا جامعا من دروس الاسلام المجيد ... انها مثل رائع لاجيال الايمان على مدى الايام , وتثنيت للعاملين , وبشرى للصابرين ووعد حق , وقول صدق بان دعاة الايمان انصار الله هم الغالبون , ولو كانوا على ضعف وقلة وهوان وان دعاة الكفر والنفاق هم المغلبون ولو كانوا على جانب من الكثرة كبير .
وعلى جانب من المنعة حصين , لكن اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا مسلمين حقا وصدقا فقد برهنوا على ذلك فى بدر وغير بدر , عندما قدموا الارواح والاموال , والشباب والصحة والاوقات رخيصة ...فهل لنا ان نحذوا حذوهم , ونستن سنتهم , ونتاسى بافعالهم , حتى تكون لنا الغلبة والنصر على اعدائنا , والعزة والمجد فى دنيانا , والفوز والرضوان فى اخرتنا .
اللهم خذ بنواصينا اليك ودلنا بك عليك يا رب العالمين .
الكاتب: حسنى محمد محمود
المصدر: موقع محيط